بارتولوميو كريستوفوري Bartolomeo Cristofori هو قدّم الباحث الألماني ديتر هيلدبرانت، العديد من الكتب حول تاريخ الموسيقى وسير حياة العديد من أعلامها الكبار، يكرس كتابه الأخير لـ»قصة البيانو» خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وبواقع مجلّد لكل قرن في النسخة الألمانية الأصلية. وقد وجد هذا الكتاب ترجمته إلى أكثر من عشر لغات عالمية.
احتفل اليوم موقع جوجل بالذكرى 360 لميلاد الموسيقي بارتولوميو كريستوفوري، حيث قام الموقع بتغيير شعاره بصورة رمزية لـ بارتولوميو كريستوفوري عند الضغط عليها يتم تحويل الزائر او المستخدم الى نتائج بحثية حول بارتولوميو كريستوفوري، حيث ان صانع آلات موسيقية إيطالي، في عام 1709 م، اخترع آلةً ذات لوحة مفاتيح تضرب أوتارها بالمطارق وسماها البيان القيثاري ذا الصوت العالي والمنخفض.
إن ديتر هيلدبرانت يرسم في كتابه عن «قصة البيانو» المسار التطوري الذي عرفته هذه الآلة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. وهو يصف البيانو بأنه «طوطم الثقافة البورجوازية». ويحاول أن يكشف عن مواطن العظمة التي عرفتها هذه الآلة برفقة مؤلفين موسيقيين كبار من أمثال بيتهوفن وشومان وبراهمز وشوبان وكُثر غيرهم. كذلك يروي «قصص الحب» التي انبعثت حول أنغامه و«أسرار العائلات» التي اهتمت به في أوروبا وأميركا.
ويشرح المؤلف أن البيانو قد عرف ذروة المجد خلال القرن التاسع عشر، وخاصة في إطار تلك المنافسات الدورية للعزف عليه آنذاك. هذا قبل أن «يخفت نجمه» في نهايات ذلك القرن، بل ليسود الاعتقاد أنه «قد مات».
لكن ما يتم تأكيده هو أن أجيالا جديدة من العازفين الكبار ليس أقلهم شأنا روبنشتاين وغلين غولد وهورويتز وغيرهم من أولئك الذين أحبوا طقوس «تمجيد» هذه الآلة السحرية التي تتجاوز كثيرا شروطها من «خشب ومعدن»، كي ترتقي إلى مصاف «الكائن الحي» الذي «يحس ويتألم ويصرخ ويعبّر عن النشوة»، كما يكتب المؤلف.
وإذا كان البيانو قد اكتسب صفة «العالمية» منذ القرن التاسع عشر فإنه كان بامتياز أحد رموز التيار الرومانسي الموسيقي، «الألماني» خاصة، خلال القرن التاسع عشر. هذا قبل أن يؤكد قدراته «الإبداعية» لاحقا كي «يقتحم» ميادين موسيقية جديدة مثل «الموسيقى التصويرية للأفلام السينمائية» وموسيقى الجاز وحيث أثبت «البيانو» أنه يمتلك إمكانيات «صوتية» هائلة.
وحول آلة البيانو التقى المؤلفون الكبار وأساتذة الموسيقى مع أبناء وبنات العائلات «الراقية» حيث يمثل تعلّم العزف على آلة البيانو دلالة اجتماعية على الانتماء الطبقي. ومن خلال التعرّض للكثير من «الحكايات» والقصص التي دارت حول «البيانو»، يقدم المؤلف توصيفا لتلك التقلصات التي عرفتها الموسيقى والمجتمعات الغربية خلال القرن التاسع عشر.
إرسال تعليق